في تصعيد غير مسبوق، أصدر مجلس صيانة الدستور الإيراني بيانًا رسميًا حذّر فيه الولايات المتحدة من أن أي تدخل عسكري ضد إيران سيُقابل برد قاسٍ ومدمّر. البيان جاء بعد ساعات من تقارير استخباراتية أمريكية تحدثت عن تحركات عسكرية أمريكية في الخليج، وتكثيف التنسيق مع إسرائيل بشأن منشآت نووية إيرانية.
التحذير لم يأتِ من الحرس الثوري أو وزارة الدفاع، بل من أعلى هيئة رقابية دستورية في النظام الإيراني، ما يعكس إجماعًا سياسيًا داخليًا على التصعيد، ويُرسل رسالة مباشرة إلى واشنطن بأن طهران مستعدة لتوسيع نطاق المواجهة.
هذا التحذير يأتي في لحظة إقليمية شديدة الحساسية
إسرائيل صعّدت ضرباتها داخل العمق الإيراني، مستهدفة منشآت في نطنز وآراك.
البيت الأبيض يعقد اجتماعات أمنية متتالية، وسط انقسام داخل الكونغرس حول جدوى التدخل العسكري.
الأسواق العالمية تتفاعل بعنف: أسعار النفط قفزت بنسبة 4.2٪ خلال 24 ساعة، ومؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا تراجعت بنسب تراوحت بين 1.8٪ و2.5٪.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة 83.7٪، وهي نسبة تقترب من مستوى تصنيع السلاح النووي.
ردود الفعل الدولية
روسيا: الكرملين دعا إلى “ضبط النفس”، محذرًا من أن أي تصعيد قد “يُشعل الخليج بالكامل”.
الاتحاد الأوروبي: وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا أعلنوا عن اجتماع طارئ في جنيف يوم الجمعة لمناقشة الملف النووي الإيراني.
الصين: دعت إلى “حل دبلوماسي عاجل”، وأرسلت مبعوثًا خاصًا إلى طهران.
إسرائيل: لم تعلّق رسميًا، لكن تسريبات صحفية أشارت إلى أن “الضربة الكبرى” باتت “مسألة أيام فقط”
السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني
استهداف قواعد أمريكية في الخليج والعراق إيران قد تستخدم صواريخ باليستية أو طائرات مسيّرة لضرب قواعد مثل “العديد” و”عين الأسد”، كما فعلت بعد اغتيال قاسم سليماني.
إغلاق مضيق هرمز ورقة الردع الاقتصادية الكبرى: إغلاق الشريان النفطي العالمي قد يشعل أزمة طاقة ويضغط على الأسواق.
تفعيل الوكلاء الإقليميين من حزب الله إلى الحوثيين، وكلاء إيران قد يفتحون جبهات متعددة ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
هجمات سيبرانية على البنى التحتية إيران قد تلجأ إلى هجمات إلكترونية تستهدف شبكات الطاقة أو الاتصالات في إسرائيل أو حتى داخل أمريكا.
استهداف مباشر لإسرائيل في حال تورطت واشنطن إلى جانب تل أبيب، قد توسّع إيران الرد ليشمل منشآت عسكرية أو نووية إسرائيلية.
الكرة الآن في ملعب واشنطن. البيت الأبيض لم يصدر بيانًا رسميًا، لكن مصادر في البنتاغون أكدت أن “كل الخيارات مطروحة”، وأن الأسطول الخامس في حالة تأهب قصوى. في المقابل، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى “الاستعداد لكل الاحتمالات”، مؤكدًا أن “إيران لا تخضع للتهديد”.
الشارع الإيراني يعيش حالة ترقّب، وسط تعبئة إعلامية داخلية تتحدث عن “معركة وجودية”. وفي واشنطن، الانقسام واضح:
- اليمين الشعبوي (MAGA) يعارض التدخل العسكري.
- التيار التقليدي الجمهوري والديمقراطيون الوسطيون يدفعون نحو “ردع استباقي”.
التحذير الإيراني ليس مجرد تصريح… بل إعادة رسم لقواعد الاشتباك. وإذا لم تُضبط الإيقاعات السياسية والعسكرية خلال الأيام المقبلة، فقد نشهد أوسع مواجهة إقليمية منذ حرب العراق 2003.