شهدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا جديدًا في الأشهر الأخيرة، حيث كثفت موسكو عملياتها العسكرية في مناطق جديدة، بينما ردت كييف بهجمات نوعية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى. يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تستعد الأطراف لجولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار القتال إلى توسيع نطاق الحرب ليشمل دولًا أخرى
أسباب التصعيد
التصعيد الحالي بين روسيا وأوكرانيا يعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها:
- الضغط الروسي على أوكرانيا قبل المفاوضات: تسعى موسكو إلى فرض شروطها عبر توسيع العمليات العسكرية في خاركيف وسومي، بهدف إقامة منطقة عازلة على الحدود، كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
- استنزاف القدرات العسكرية الأوكرانية: أطلقت روسيا 472 طائرة مسيرة وصواريخ على أهداف أوكرانية، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 60 آخرين، في محاولة لإضعاف الدفاعات الجوية الأوكرانية.
- رد أوكرانيا بهجمات نوعية: أعلنت الاستخبارات الأوكرانية عن تفجير قطار عسكري روسي في ميليتوبول، كما تعرضت مناطق روسية لهجمات متكررة، مما زاد من حدة التوتر.
- اتهام روسيا للناتو بالتورط: تتهم موسكو حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتقديم دعم استخباراتي وعسكري لأوكرانيا، مما يزيد من تعقيد المشهد الدولي
توقيت التصعيد وتأثيره على المفاوضات
يأتي التصعيد في وقت حساس، حيث من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول. يرى الخبراء أن موسكو تسعى إلى تحقيق مكاسب ميدانية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مما قد يؤثر على شروط الاتفاق المحتمل
التأثيرات الإقليمية والدولية
على أوكرانيا: التصعيد يزيد من الضغط العسكري والاقتصادي على كييف، حيث تواجه نقصًا في الذخائر والدعم العسكري الغربي.
على روسيا: رغم تحقيق مكاسب ميدانية، تواجه موسكو عقوبات اقتصادية متزايدة، مما يؤثر على اقتصادها الداخلي.
على دول الجوار: تصاعد القتال يثير مخاوف في بولندا ودول البلطيق، حيث عززت هذه الدول دفاعاتها تحسبًا لأي توسع في النزاع.
على الاقتصاد العالمي: الحرب تؤثر على أسعار الطاقة والغذاء، حيث ارتفعت أسعار النفط والغاز بسبب المخاوف من توسع النزاع.
الموقف الأمريكي من التصعيد
إدارة ترامب: صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن ستعيد تقييم موقفها إذا تبين أن بوتين يحاول التلاعب بالمفاوضات، مما يشير إلى إمكانية تغيير السياسة الأمريكية تجاه الحرب.
الدعم العسكري لأوكرانيا: رغم استمرار الدعم العسكري، هناك مخاوف داخل واشنطن من أن يؤدي التصعيد إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، خاصة بعد السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف داخل روسيا.
الضغط الدبلوماسي: تسعى واشنطن إلى دفع موسكو نحو اتفاق سلام، حيث أبدى الفاتيكان استعداده لاستضافة المفاوضات، مما يعكس رغبة أمريكية في إنهاء النزاع
التصعيد بين روسيا وأوكرانيا يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري، حيث تسعى كل من موسكو وكييف إلى تحقيق مكاسب قبل المفاوضات. ومع استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، يبقى السؤال: هل ستتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق سلام، أم أن الحرب ستستمر في التصعيد؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.