رغم أنها لم تُعلن يومًا امتلاكها لسلاح نووي، تُجمع التقديرات الاستخباراتية والعسكرية على أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأسًا نوويًا، ما يجعلها القوة النووية الوحيدة غير المعلنة في الشرق الأوسط
سياسة “الردع بالغموض”
منذ خمسينيات القرن الماضي، تبنّت إسرائيل سياسة تُعرف بـ”الردع بالغموض”، أي عدم الاعتراف أو النفي بامتلاكها للسلاح النووي. الهدف؟ خلق رادع استراتيجي دون إثارة سباق تسلح مباشر أو ضغوط دولية لتفكيك البرنامج
لكن خبراء مثل جيفري لويس من معهد ميدلبوري يعتبرون أن هذا الغموض تحوّل إلى “إنكار غير قابل للتصديق”
ما حجم الترسانة؟
وفقًا لـ”اتحاد العلماء الأميركيين” و”معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” (SIPRI)، تمتلك إسرائيل ما بين 80 و90 رأسًا نوويًا، قابلة للإطلاق عبر:
صواريخ باليستية (مثل “أريحا-3”)
طائرات مقاتلة (F-15 وF-35)
وربما غواصات قادرة على حمل رؤوس نووية
ديمونة.. قلب البرنامج
يقع مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، وقد أُنشئ سرًا بمساعدة فرنسية في الخمسينيات. يُعتقد أنه المركز الرئيسي لتخصيب البلوتونيوم وتصنيع الرؤوس النووية
حوادث وتسريبات مشهورة
1986: كشف الفني النووي مردخاي فعنونو معلومات وصورًا سرية عن البرنامج لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، ما أدى إلى سجنه 18 عامًا بتهمة الخيانة
2021: انفجار غامض قرب مفاعل ديمونة، وسط تكهنات بهجوم سيبراني أو اختراق أمني.
2025: عادت الترسانة النووية الإسرائيلية للواجهة بعد الهجمات على منشآت إيرانية، وسط تحذيرات من سباق تسلح إقليمي
خارج معاهدة حظر الانتشار
إسرائيل ليست طرفًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ما يُعفيها من الالتزامات الرقابية التي تُفرض على دول مثل إيران. وهذا ما يجعلها عقبة أمام إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بحسب مركز ضبط التسلّح
لماذا هذا الملف مهم الآن؟
مع تصاعد التوتر مع إيران، وتهديدات إسرائيلية بضرب منشآت نووية، يُطرح سؤال جوهري: هل يحق لدولة تمتلك سلاحًا نوويًا سرّيًا أن تمنع غيرها من امتلاكه؟ وهل سياسة “الغموض” لا تزال فعالة في عصر الأقمار الصناعية والتسريبات؟