خريطة المعارضة الإيرانية: من الشتات المنقسم إلى الداخل المُراقَب

رغم تصاعد الضغوط على النظام الإيراني—سواء من خلال الضربات الخارجية أو الاحتجاجات الداخلية—إلا أن المعارضة الإيرانية لا تزال مجزأة ومفتقدة لقيادة موحدة، ما يضعف قدرتها على التأثير الاستراتيجي. ووفقًا لتقرير رويترز، تنقسم أبرز مكونات المعارضة إلى:

الملكيون يقودهم رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، ويدعون إلى تغيير النظام عبر العصيان المدني واستفتاء شعبي. رغم الشعبية في الشتات، تبقى شعبيتهم غامضة داخل إيران، خاصة أن معظم الإيرانيين لم يعيشوا عهد الشاه. حتى التيار الملكي نفسه يشهد انقسامات داخلية.

منظمة مجاهدي خلق (MEK) كانت ذات نفوذ كبير في السبعينيات، لكنها فقدت مكانتها بسبب تحالفها مع صدام حسين أثناء الحرب العراقية الإيرانية. تقودها مريم رجوي اليوم من الخارج، وتُتهم بـ”سلوك طائفي” داخل صفوفها، رغم أنها من كشفت برنامج إيران النووي السري عام 2002.

الجماعات العرقية من أبرزها الأكراد والبلوش الذين يرفضون هيمنة المركز الفارسي-الشيعي. في كردستان، هناك حركات معارضة نشطة، لكن بلا قيادة موحدة. وفي بلوشستان، تتراوح القوى بين إسلاميين مسلحين ومطالبين بإصلاحات داخل النظام.

حركات الاحتجاج

  • الحركة الخضراء (2009) قُمعت ووضِع زعماؤها تحت الإقامة الجبرية.
  • “امرأة، حياة، حرية” (2022) كانت غير مركزية، وأُعتقل العديد من نشطائها. ورغم اتساع رقعتها، لم تُفرز هذه الحركات هياكل تنظيمية مستمرة.

معارضة بلا جبهة… ونظام يُجيد البقاء

رغم اتساع رقعة الغضب الشعبي داخل إيران وتزايد الضغوط الخارجية، تظل المعارضة الإيرانية أسيرة الانقسامات الهيكلية والجغرافية والفكرية. فبين نخب الشتات المتنازعة وحركات الداخل المحاصرة، لم تتبلور حتى الآن رؤية جامعة أو قيادة موحدة قادرة على ترجمة الاحتجاج إلى مشروع بديل فعّال.

وفي المقابل، يُظهر النظام الإيراني مرونة تكتيكية في إدارة أزماته، مستفيدًا من هذا التشرذم لتبرير القمع داخليًا واحتواء الضغوط خارجيًا. ومع استمرار اللعبة الصفرية بين السلطة والمعارضة، تبقى اللحظة الفارقة مؤجلة حتى إشعار آخر… أو حتى تبرز معارضة قادرة على توحيد الشتات وكسْر جدار الخوف في الداخل.

شارك هذه المقالة
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *