“بوابة دمشق” مدينة درامية في قلب الحلم السوري

كتبت : سارة سلامة

اللجنة الوطنية: لسنا رقباء بل نقيم الإبداع… وسقف الحرية يتسع

من قلب دمشق، المدينة التي كانت يومًا الخلفية الأجمل لدراما حكت وجع السوريين وأحلامهم، يعود الأمل بمشروع طموح قد يغيّر قواعد اللعبة: “بوابة دمشق”. ليست استوديوهات عادية، بل مدينة درامية متكاملة، تفتح الأفق أمام صنّاع الفن، وتُعيد طرح سؤال قديم:
هل تعود الدراما السورية لتنهض من جديد… من أرضها هذه المرة؟

مروان الحسين لـ”منصة 29″: مشروع حلم وطني… والدراما تستعيد أنفاسها
في تصريح خاص لنا يقول الحسين، رئيس لجنة الدراما السورية

“هذا المشروع هو وبكل تأكيد حلم لكل صانع دراما وسينمائي سوري، والذي سيؤسس لمرحلة جديدة من الإنتاج الفني… ويفتح آفاقًا إبداعية أمام الكتّاب والمخرجين، ضمن بيئة عمل احترافية داخل سوريا.”

وبين السطور، يبدو أن “بوابة دمشق” ليست مجرّد فكرة طوباوية، بل مبادرة مدروسة بين وزارة الإعلام والقطاع الخاص، وُقّعت بشأنها مذكرة تفاهم ترسم الخطوط العريضة للانطلاق، بينما تُعدّ العقود التنفيذية لضمان العدالة والمهنية في اختيار شركات الإنتاج.

“الأمور التنفيذية ستتوضح بالعقود المقبلة، وستضمن عدالة حقيقية لجميع الراغبين بالعمل ضمن المدينة الجديدة”، يضيف الحسين.

عن الحريات: هل انتهى زمن الممنوعات؟
في مناخ سياسي حساس، لا يُمكن الحديث عن إنتاج درامي دون المرور على سؤال: ما حدود الحرية؟
يؤكد الحسين أن اللجنة لا تمارس رقابة بالمعنى التقليدي، بل تقيّم الأعمال ضمن معايير تحترم الإبداع، وتبتعد فقط عمّا يهدد السلم الأهلي.

“وافقنا على عرض وتصدير أعمال درامية دون تحفظ… ولا نحذف أي مشهد إلا إن مسّ الاستقرار العام.”

ولمن يخشى التضييق، يرد الحسين:

“اللجنة ليست جهة رقابية بل تقييمية، ووجّهنا القُرّاء لتوسيع هامش الحرية… وأي مشكلة تواجه فريق عمل فني – وهو ما لم يحدث – فالدولة بكامل أجهزتها جاهزة للدعم.”

مدينة تنتج… وتؤهّل؟
واحدة من أبرز وعود المشروع، هي خلق آلاف فرص العمل ودعم المواهب الشابة. لكن، هل الأمر حقيقي على الأرض؟

الحسين يجيب:

“أطلقنا مشروع دعم تخرّج طلاب المعهد العالي للفنون السينمائية، وتبنينا عددًا من أفلامهم بالكامل… ونأمل أن تكون المدينة حاضنة لهذه الطاقات.”

مع ذلك، يوضح أن القرار التنفيذي يبقى بيد القطاع الخاص، ما يجعل من المهم مراقبة التزامه الفعلي بدمج الخريجين والمواهب الجديدة.

الرقابة: خط واحد أحمر فقط
في حديثه، لا يلتف الحسين كثيرًا. يقولها بوضوح:

“ليست لدينا محاذير رقابية إلا تلك التي تمس السلم الأهلي. نرفض الأعمال التي تُشوه صورة المجتمع السوري… ونريد دراما تعكس حقيقة السوريين كصنّاع فن وسلام.”

بمعنى آخر، الخطوط الحمراء موجودة، لكنها باتت أوضح، والباب مفتوح لدراما تنقد، تحاور، وتطرح أسئلتها… ضمن سقف من المسؤولية الوطنية.

هل تصبح “بوابة دمشق” فعلاً… بوابة العودة؟
المشروع يحمل من الطموح ما يكفي لخلق زخم فني جديد في سوريا، ويضع تحديات واضحة أمام المؤسسات الثقافية والإعلامية. لكنّ المعضلة تبقى في التنفيذ:
هل ستتحول “بوابة دمشق” إلى حالة إنتاجية متكاملة؟
هل تجذب فعلاً شركات عربية ودولية بدلاً من أن تنفّرها؟
وهل نعود لنشهد أعمالاً سورية تُكتب وتُصور وتُنتج في الداخل… بحرية ومعايير إنتاج حقيقية؟

الأسئلة كثيرة، والأمل مشروع… لكن الإجابات تنتظر على بوابة الزمن.

“سوريا لا ينقصها الإبداع… بل البنية التي تحتضنه.”
ويبقى أن نرى، هل تكون “بوابة دمشق” خطوة أولى نحو دراما تستعيد ذاكرتها… وتكتب مستقبلها بيدها؟
الأيام القادمة وحدها ستروي القصة.

شارك هذه المقالة
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *