في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، لم تعد الأسواق المالية تراقب فقط مؤشرات الاقتصاد، بل باتت تترقّب الصواريخ بقدر ما تتابع أسعار الفائدة. الأسواق العالمية، من النفط إلى الأسهم، دخلت مرحلة “التحوّط القصوى”، وسط مخاوف من انزلاق الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة، قد تُشعل أسعار الطاقة وتُربك قرارات البنوك المركزية.
ما الذي يحدث؟
منذ بداية يونيو 2025، تبادلت إيران وإسرائيل هجمات صاروخية ومسيّرات، استهدفت منشآت عسكرية ونووية. البيت الأبيض أعلن أن الرئيس ترامب سيُحدد موقفه من التدخل الأميركي خلال أسبوعين، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن احتمال توسّع الحرب.
كيف تفاعلت الأسواق؟
ارتفع خام برنت بنسبة 18% منذ 10 يونيو، ليصل إلى 79.04 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى في 5 أشهر
خام غرب تكساس ارتفع بنسبة 10% خلال أسبوع واحد
توقعات “أوكسفورد إيكونوميكس” تشير إلى أن أسوأ سيناريو (إغلاق مضيق هرمز) قد يرفع الأسعار إلى 130 دولارًا للبرميل
الدولار والذهب:
لدولار ارتفع كملاذ آمن، خاصة أمام العملات الناشئة.
الذهب تجاوز 2350 دولارًا للأونصة، مع تزايد الطلب على الأصول الآمنة.
الأسهم:
مؤشر S&P 500 لم يتأثر كثيرًا حتى الآن، لكنه شهد موجة بيع أولية مع بداية الهجمات
محللو “سيتي غروب” حذّروا من أن الأسهم قد تتأثر لاحقًا إذا استمر ارتفاع أسعار الطاقة
السيناريوهات المحتملة وتأثيراتها الاقتصادية
خفض التصعيد
- النفط يعود إلى نطاق 75–80 دولارًا.
- الأسواق تستعيد الثقة تدريجيًا.
- احتمال خفض الفائدة الأميركية يعود للواجهة.
تعليق الإنتاج الإيراني
- فقدان 2.5 مليون برميل يوميًا من السوق.
- النفط يقفز إلى 110–115 دولارًا.
- التضخم الأميركي يرتفع إلى 5% بنهاية 2025.
إغلاق مضيق هرمز
- 20% من تجارة النفط العالمية تتوقف.
- النفط يصل إلى 130 دولارًا.
- التضخم الأميركي يلامس 6%، وفق “أوكسفورد إيكونوميكس”.
- لا مجال لخفض الفائدة… بل احتمال رفعها مجددًا.
لماذا يخاف المستثمرون؟
النفط سلعة تضخمية: أي ارتفاع فيه يُترجم مباشرة إلى أسعار النقل، الغذاء، والطاقة.
الأسواق الناشئة في خطر: الدول المستوردة للنفط (مثل مصر، تركيا، الهند) تواجه ضغوطًا على عملاتها.
البنوك المركزية محاصرة: لا تستطيع خفض الفائدة لدعم النمو، خوفًا من تغذية التضخم.
الديون السيادية: ارتفاع العوائد على السندات قد يُربك موازنات الدول المثقلة بالديون.
من يربح ومن يخسر؟
الرابحون:
- شركات الطاقة الكبرى (ExxonMobil، Aramco، TotalEnergies).
- منتجو السلاح والتكنولوجيا الدفاعية.
- الدولار الأميركي والذهب.
الخاسرون:
- الدول المستوردة للطاقة.
- الأسواق الناشئة.
- شركات الطيران والنقل.
- المستهلكون عالميًا.
ماذا عن المنطقة؟
دول الخليج: تستفيد من ارتفاع أسعار النفط، لكنها تخشى من اضطراب الملاحة في مضيق هرمز.
مصر وتركيا: تواجهان ضغوطًا على العملة والتضخم.
إيران: رغم تصديرها النفطي المحدود، إلا أن أي تصعيد قد يُفقدها ما تبقى من عملائها.
إسرائيل: تتحمّل كلفة عسكرية واقتصادية متزايدة، وسط قلق من تراجع الاستثمارات الأجنبية.