القبة الحديدية: بين النجاح والفشل في حماية إسرائيل

القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي متحرك طورته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة، بهدف اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية. دخلت الخدمة عام 2011، وأصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجية الدفاع الإسرائيلية ضد الهجمات الصاروخية القادمة من غزة ولبنان

لماذا أنشئت القبة الحديدية؟

بعد حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، أطلقت المقاومة اللبنانية أكثر من 4000 صاروخ كاتيوشا على شمال إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 44 شخصًا ولجوء مليون إسرائيلي إلى الملاجئ. هذا الحدث دفع إسرائيل إلى البحث عن حل دفاعي سريع وفعال لحماية المدن والمستوطنات من الصواريخ قصيرة المدى

كيف تعمل القبة الحديدية؟

تعتمد على رادار متطور يحدد مسار الصواريخ القادمة.

إذا كان الصاروخ يشكل تهديدًا، يتم إطلاق صاروخ اعتراضي (تامير) لتدميره في الجو.

تحتوي كل بطارية على 20 صاروخًا اعتراضيًا، وتغطي مساحة تصل إلى 70 كم.

الدول التي تمتلك أنظمة مشابهة للقبة الحديدية

إلى جانب إسرائيل، هناك دول طورت أنظمة دفاع جوي مشابهة للقبة الحديدية، منها:

الولايات المتحدة: تمتلك نظام C-RAM لاعتراض القذائف قصيرة المدى.

روسيا: تعتمد على Pantsir-S1 وS-400 للدفاع الجوي.

كوريا الجنوبية: طورت نظام KAMD لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية.

النجاحات والإخفاقات: متى نجحت ومتى فشلت؟

خلال حرب غزة 2012، اعترضت القبة الحديدية 85% من الصواريخ التي كانت تستهدف المدن الإسرائيلية. في حرب 2021، تمكنت من اعتراض 90% من الصواريخ القادمة من غزة، مما قلل الخسائر البشرية والمادية.

خلال عملية طوفان الأقصى 2023، فشلت القبة الحديدية في التصدي للعدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية دفعة واحدة، مما أدى إلى اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

في بعض الحالات، لم تتمكن من اعتراض الصواريخ التي تطير على مسافات قصيرة جدًا، حيث تحتاج المنظومة إلى وقت لحساب مسار الصاروخ قبل إطلاق الاعتراض

لماذا لم تستطع صد الهجوم الأخير؟

الإشباع الصاروخي: أطلقت المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ دفعة واحدة، مما تجاوز قدرة القبة الحديدية على التعامل مع العدد الكبير في وقت قصير.

تطور الصواريخ الهجومية: استخدمت المقاومة صواريخ ذات مدى أطول وسرعة أعلى، مما جعل اعتراضها أكثر صعوبة.

نقاط ضعف تقنية: رغم تحديثات القبة الحديدية، لا تزال تواجه مشاكل في اعتراض الصواريخ الفرط صوتية والتعامل مع الهجمات الإلكترونية التي قد تعطل الرادارات.

هل تحتاج إسرائيل إلى بديل؟

رغم نجاح القبة الحديدية في اعتراض العديد من الهجمات، إلا أن التطور المستمر في أساليب الحرب الصاروخية يجعلها بحاجة إلى تحسينات مستمرة. إسرائيل تعمل حاليًا على تطوير نظام ليزر مضاد للصواريخ يُعرف باسم Skyguard، والذي قد يكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة في المستقبل

شارك هذه المقالة
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *