تاكر كارلسون: صوت اليمين الشعبوي في أميركا ما بعد الحقيقة

في زمن تتقاطع فيه السياسة مع الإعلام، يبرز اسم تاكر كارلسون كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في المشهد الأمريكي. وُلد عام 1969 في سان فرانسيسكو، وبدأ مسيرته كصحفي قبل أن يتحول إلى أيقونة إعلامية محافظة، يتابعه الملايين ويخشاه خصومه.

من الصحافة إلى المنصة الأيديولوجية

بدأ كارلسون مسيرته المهنية في التسعينيات، متنقلاً بين مؤسسات كبرى مثل CNN وMSNBC، قبل أن يستقر في Fox News حيث أطلق برنامجه الشهير Tucker Carlson Tonight. هناك، لم يكن مجرد مذيع، بل صانع رأي عام، يطرح قضايا الهجرة، الهوية، والنظام العالمي من منظور يميني شعبوي.

التحول إلى رمز للتيار المعادي للمؤسسة

مع صعود ترامب، أصبح كارلسون الناطق غير الرسمي باسم “أميركا الغاضبة”. هاجم النخب، الإعلام الليبرالي، وحتى الجمهوريين التقليديين. تبنّى خطابًا مناهضًا للهجرة، مشككًا في المؤسسات، ومدافعًا عن “الهوية الأمريكية البيضاء” كما يراها جمهوره.

مقابلة بوتين: لحظة مفصلية

في فبراير 2024، أجرى مقابلة مع فلاديمير بوتين، أثارت عاصفة من الانتقادات. وصفها البعض بأنها “دعاية للكرملين”، بينما اعتبرها آخرون محاولة لفهم الخصم. هيلاري كلينتون وصفته بـ”الطابور الخامس لبوتين”، ما زاد من حدة الجدل حوله.

مواقفه من إيران والشرق الأوسط

كارلسون من أبرز المنتقدين للتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وسبق أن قال: > “لماذا لا أشجع روسيا؟ وأنا كذلك.” ثم أوضح لاحقًا أنه كان يمزح، لكنه أصر على أن الولايات المتحدة يجب أن لا تدخل في حرب مع إيران، معتبرًا أن “اللوبيات الخارجية” تدفع واشنطن نحو صراعات لا تخدم المواطن الأميركي.

خروجه من Fox News وبداية جديدة

في 2023، أنهت Fox News تعاقدها معه، ما فتح الباب أمامه لإطلاق منصة إعلامية مستقلة عبر الإنترنت، حيث واصل بث حلقاته ومقابلاته المثيرة للجدل، مستفيدًا من قاعدة جماهيرية ضخمة.

تاكر كارلسون ليس مجرد مذيع. إنه ظاهرة سياسية-إعلامية تعكس تحولات عميقة في المجتمع الأمريكي:

  • صعود الشعبوية
  • تآكل الثقة في المؤسسات
  • وتحوّل الإعلام من ناقل للخبر إلى فاعل سياسي مباشر
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *