ما هو أسطول الصمود؟
تحالف بحري مدني–حقوقي، يضم سفناً صغيرة ومتوسطة، يُطلقها نشطاء وبرلمانيون من أوروبا وأميركا وأمريكا اللاتينية، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة. الأسطول لا يتبع دولة، بل يُدار من منظمات غير حكومية، أبرزها: “التحالف الدولي لكسر الحصار”، “حملة السفينة الحرة”، و”نساء من أجل غزة”.
كيف ومتى بدأ اسطول الصمود العالمي؟
انطلقت أولى محاولاته عام 2008 بسفينة صغيرة من قبرص، ثم توسّع عام 2010 بأسطول “مرمرة” التركي، الذي شكّل لحظة مفصلية بعد اقتحام القوات الإسرائيلية له ومقتل 10 نشطاء. منذ ذلك الحين، تحوّل الأسطول إلى رمز عالمي للمقاومة المدنية، يُبحر كل عام تقريبًا، رغم اعتراضه أو منعه.

هل للأسطول العالمي أي انتماءات سياسية ؟
الأسطول لا يحمل علماً سياسياً موحّداً، لكنه يُمثّل تيارات يسارية، حقوقية، ومناهضة للاستعمار. يُشارك فيه نواب من البرلمان الأوروبي، ناشطون بيئيون، أطباء، فنانون، وحتى شخصيات مثل غريتا تونبري. الرسالة: كسر الحصار، لا دعم طرف سياسي.
أبرز اللحظات التاريخية التي خاضها الأسطول البحري العالمي
- في عام 2010، شكّلت حادثة سفينة “مرمرة” التركية نقطة التحوّل. اقتحمت القوات الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية، ما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء كانوا يحملون مساعدات إنسانية. الحادثة فجّرت أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، وأعادت تعريف البحر كمساحة مواجهة سياسية لا تقل خطورة عن البر.
- ثم في 2018، أبحرت سفينة “العودة” ضمن قافلة جديدة، لكنها لم تصل. تم اعتراضها في عرض البحر، واعتُقل طاقمها بالكامل، بينهم أطباء وصحفيون. لم تُطلق رصاصة، لكن الرسالة كانت واضحة: الحصار لا يُكسر حتى لو كان من خلال مدنيين.
- في 2023، حاول الأسطول الانطلاق من إيطاليا، لكن الضغوط الإسرائيلية دفعت روما إلى الانسحاب من المرافقة العسكرية. السفن أبحرت بلا حماية، وسط تهديدات إلكترونية وتشويش على الاتصالات. كانت تلك اللحظة اختبارًا للحياد الأوروبي، الذي بدا هشًا أمام الضغط السياسي.
- أما في 2025، فالمشهد بات أكثر تعقيدًا. الأسطول يقترب من سواحل غزة، لكن الطائرات المسيّرة تُحلّق فوقه، وسفن مجهولة تُطل من المياه الدولية. لا أحد يعرف من يُراقب، ومن يستعد للاعتراض. لكن الواضح أن البحر لم يعد فقط ممرًا للمساعدات، بل ساحة تُختبر فيها السيادة، وتُكتب فيها سرديات المقاومة الناعمة.
تفاصيل لوجستية وسيادية للأسطول البحري
- السفن تُبحر من موانئ أوروبية (اليونان، إيطاليا، إسبانيا)
- تُحمّل بمساعدات طبية، غذائية، وأحيانًا معدات طبية متخصصة.
- القوارب تستخدم تقنيات بث مباشر لتوثيق الرحلة، وتديرها فرق إعلامية متنقلة.
- تُواجه حظراً إلكترونياً، تشويشاً على الاتصالات.
- تواجه أيضاً اعتراضاً بحرياً من إسرائيل.
الرمزية السيادية للأسطول البحري
يُعيد أسطول الصمود تعريف المفهوم من جذوره. فهنا، لا جنرالات ولا جيوش، بل مدنيون يواجهون بحرية عسكرية مدجّجة، حاملين معهم رسالة واحدة: أن السيادة لا تُحتكر بالقوة، بل تُختبر بالضمير.
الأسطول لا يُناور عسكرياً، بل يُحرج المنظومة الدولية أخلاقياً.
كل سفينة تقترب من غزة تطرح معها الأسئلة التي تُربك المؤسسات:
هل يُسمح لسفن إنسانية بالوصول؟ وهل يُعاقب من يُحاول إيصال الدواء والغذاء للمدن المنكوبة كـ”غزة”؟
يتسائل الناس..
وفي هذا المشهد، يتحوّل البحر من مجرد ممر مائي إلى مساحة مقاومة ناعمة. لا تُطلق فيها القذائف، بل تُحرّك فيها الكاميرات والرأي العام. فبين كل موجة وأخرى، تُكتب سردية جديدة تُربك الجيوش أكثر مما تُربكها الجبهات.