عسير، المملكة العربية السعودية – في خطوة تعكس حرص الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير، على تعزيز كفاءة العمل الإداري ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وجّه سموه بتأجيل ترقية أحد المسؤولين في الإمارة. جاء هذا التوجيه بعد ثبوت تأخر المسؤول في إنهاء إحدى معاملات المواطنين دون مبرر، مؤكداً على مبدأ المساءلة والشفافية في الإدارة الحكومية.
المساءلة أولاً: تأجيل الترقية لضمان سرعة الإنجاز
خلال المجلس العام الذي عُقد في إمارة عسير. شدد الأمير تركي بن طلال على رئيس المركز المعني بضرورة الإسراع الفوري في معالجة طلب المواطن. مما أكد على مبدأ هام في الإدارة. وهو أن “المتابعة يجب أن تكون على قدر حرص المسؤول على متابعة ترقيته شخصيًا”.
ووجه الأمير اللوم للمسؤول المتأخر لعدم متابعته المعاملة مع البلدية في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى:
- تعزيز كفاءة العمل الإداري: بضمان التزام جميع الموظفين بالسرعة والدقة في إنجاز المهام.
- رفع جودة الخدمات: بتقديم خدمة سريعة وموثوقة للمواطنين.
- ضمان عدم تضرر المواطنين: من أي تأخير غير مبرر في إنهاء معاملاتهم.
استماع ومتابعة: حرص القيادة على قضاء احتياجات الناس
لم تقتصر توجيهات أمير المنطقة على حادثة تأجيل الترقية، بل شملت أيضاً التأكيد على أهمية التواصل المباشر مع المواطنين. فقد استمع سموه خلال المجلس العام لعدد من شكاوى ومطالبات المواطنين، ووجّه بمتابعتها والحرص على سرعة معالجتها.
وجّه الأمير تركي بن طلال جميع المحافظين في المنطقة بضرورة:
- الاهتمام بقضاء احتياجات الناس.
- تسهيل الإجراءات دون تأخير.
متابعة ميدانية وحل نزاعات اجتماعية
وفي إطار نهجه في المتابعة الميدانية، التقى أمير المنطقة بأحد المواطنين للتأكد من رضاه التام عن القارب البديل الذي مُنح له بدلاً من قاربه المتهالك. في لفتة تؤكد على متابعة القيادة للحالات الإنسانية بشكل مباشر.
كما شهد المجلس العام موقفاً اجتماعياً بارزاً، حيث تم إنهاء نزاع عائلي استمر لأكثر من 27 عاماً، وهو ما يعكس الدور الفاعل للقيادة المحلية في تعزيز السلم الاجتماعي وحل الخلافات. واختتم الأمير تركي بن طلال المجلس بلفتة إيمانية مؤثرة. حيث أمر بعرض حديث الرسول ﷺ على الشاشات، وهو: “اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئًا فشقّ عليهم فاشقُق عليه، ومَن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفُق به”. هذا الحديث يمثل المنهج الإداري والأخلاقي الذي تتبناه إمارة عسير في التعامل مع شؤون المواطنين.
من هو الأمير تركي بن طلال؟ نشأة تجمع بين العلم والخبرة العسكرية
وُلد الأمير تركي بن طلال في عام 1968م، ونشأ في بيئة جمعت بين الأصالة والمعاصرة. لم تقتصر مسيرته التعليمية على مجال واحد، بل كانت مزيجاً ثرياً من العلوم الأكاديمية والتدريب العسكري الرفيع. فهو يحمل درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، والتي صقلت رؤيته الاستراتيجية وفهمه العميق للديناميكيات الدولية والمحلية. وإلى جانب ذلك، تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وكلية طيران الجيش في الولايات المتحدة الأمريكية. مما منحه انضباطاً وقدرة على التخطيط الدقيق. هذا المزيج الفريد بين الخلفية السياسية والعسكرية شكل حجر الزاوية في شخصيته القيادية التي نراها اليوم في إمارة عسير.
“المواطن أولاً”: فلسفة قيادية تترجم إلى أفعال
لا تظل مبادئ القيادة لدى الأمير تركي بن طلال مجرد شعارات، بل تتحول إلى واقع ملموس يشهده المواطنون في منطقة عسير. يتجلى ذلك بوضوح في نهجه الميداني وحرصه على متابعة شؤون المواطنين بنفسه. ولعل أبرز مثال على ذلك هو قراره الشهير بتأجيل ترقية أحد المسؤولين بعد ثبوت تأخره في إنهاء معاملة مواطن.
“وجه أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بتأجيل ترقية أحد المسؤولين بسبب تأخره في إنهاء معاملة أحد المواطنين، مشدداً خلال المجلس العام على أهمية الإسراع في معالجة طلبات المواطنين لتعزيز كفاءة العمل الإداري.”
هذا الموقف لم يكن حادثة عابرة، بل هو انعكاس لفلسفة راسخة تضع المساءلة والشفافية وخدمة المواطن في قمة الأولويات. إن عقد المجالس العامة للاستماع لشكاوى الناس مباشرة، والتدخل لإنهاء نزاعات أهلية استمرت لعقود. يؤكد أن قيادته تتجاوز المهام الإدارية التقليدية لتلامس النسيج الاجتماعي للمنطقة.
إنجازات تتجاوز حدود الإدارة: بصمات إنسانية وتنموية
تمتد إنجازات الأمير تركي بن طلال لتشمل مجالات متعددة تعكس شمولية رؤيته. فإلى جانب عمله أميراً للمنطقة، ورئيساً لهيئة تطويرها، له بصمات واضحة في مجالات حيوية أخرى:
- العمل الإنساني والإغاثي: قاد سموه مبادرات إغاثية عاجلة في مناطق مختلفة من العالم. أبرزها مبادرة “نلبي النداء” لإغاثة اللاجئين السوريين، والتي نال بموجبها جائزة الشخصية العربية المتميزة في العمل الإغاثي.
- الإصلاح الاجتماعي: عُرف عنه دوره الفاعل في إتمام مساعي الصلح بين القبائل في قضايا معقدة. مما ساهم في تعزيز السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية.
- التنمية والتطوير: بصفته رئيساً لهيئة تطوير منطقة عسير، يقود سموه الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف استراتيجية “قمم وشيم”. التي أطلقها ولي العهد، والتي تهدف إلى جعل عسير وجهة عالمية طوال العام.
- الحفاظ على التراث: يولي اهتماماً كبيراً بالتراث العمراني، ومن أبرز جهوده في هذا المجال ترميم قصر العناقر التاريخي بثرمداء.
رؤية لمستقبل عسير: القيادة الملهمة ورؤية 2030
في شخصية الأمير تركي بن طلال، تجتمع الرؤية الاستراتيجية مع التنفيذ الميداني. فهو لا يكتفي برسم الخطط، بل يتابعها على أرض الواقع، ويضمن أن تكون مخرجاتها في صالح المواطن والوطن. إن أسلوبه في الإدارة، الذي يركز على الكفاءة والمساءلة والإنسانية، ينسجم تماماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 . التي تسعى إلى بناء حكومة فاعلة واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.
يمثل الأمير تركي بن طلال نموذجاً للقائد الحديث الذي يفهم أن التنمية الحقيقية تبدأ من بناء الإنسان وتمكينه. ومن خلال قيادته لمنطقة عسير، فإنه لا يرسم ملامح مستقبل واعد للمنطقة فحسب. بل يقدم أيضاً درساً ملهماً في فن القيادة التي تضع الإنسان في صميم أولوياتها.