خلافًا لما جرت عليه عادة الرؤساء الأمريكيين السابقين، الذين غالبًا ما يتحولون بعد مغادرتهم البيت الأبيض إلى رموز جماهيرية ومصادر نفوذ مالي ضخم، يواجه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن صورة مغايرة تمامًا؛ ديون متراكمة، تراجع في المكانة السياسية، وحلفاء فقدوا الحماس لشخصيته.
أعباء مالية ثقيلة
بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، لا يزال يسدد رهنًا عقاريًا على منزله في ويلمنغتون بقيمة تصل إلى نصف مليون دولار، فضلًا عن قرض آخر عام 2022 بقيمة 250 ألف دولار على منزله الساحلي في ريهوبوث بيتش. ورغم امتلاكه حسابات مصرفية واستثمارات محدودة تتراوح قيمتها بين 632 ألفًا و1.38 مليون دولار، فإن دخله السنوي مع زوجته في 2023 لم يتجاوز 620 ألف دولار، فيما لم تحقق كتبه سوى 3100 دولار فقط.
هذا الوضع يبدو متواضعًا عند مقارنته ببيل كلينتون الذي جمع أكثر من 100 مليون دولار من الخطب، أو باراك وميشيل أوباما اللذين حصلا على صفقة كتب بلغت قيمتها 60 مليون دولار.
مكانة باهتة بعد الرئاسة
ورغم تمثيله من قبل وكالة هوليوودية كبرى، فإن بايدن يُسوَّق اليوم كـ”خيار منخفض التكلفة”، يقتصر حضوره على فعاليات محلية صغيرة أو لقاءات افتراضية محدودة. مصادر ديمقراطية عزت ذلك إلى خيبة الأمل داخل الحزب من قراره خوض انتخابات 2024 رغم المعارضة الواسعة، ما جعل داعمي الحزب يحجمون عن تمويل مكتبته الرئاسية أو دعوته لإلقاء خطابات مدفوعة.
صورة متآكلة
خلال الأشهر الماضية، ظهر بايدن في عدد محدود من الفعاليات، كما رُصد على متن رحلات تجارية عادية وهو يواجه مواقف محرجة كصعوبة رفع حقيبته أو فتح مظلة على أحد الشواطئ. ويحاول حاليًا استعادة بعض الحضور من خلال كتاب جديد بعقد قيمته 10 ملايين دولار، إلا أن هذا الرقم يظل بعيدًا عن صفقات أسلافه، ويبقى نجاحه رهينًا باهتمام جمهور لم يعد يرى فيه شخصية جاذبة.
أزمة ممتدة داخل العائلة
الأزمة لا تقتصر على بايدن وحده؛ إذ يواجه نجله هانتر بايدن ديونًا تصل إلى 2.9 مليون دولار، بعد أن فقد مسكنه في ماليبو إثر حرائق، بينما لم ينجح سوى في بيع لوحة واحدة وعدد محدود من نسخ كتابه خلال عام كامل.
الخلاصة
في الوقت الذي اعتاد فيه الرؤساء السابقون تحويل شهرتهم إلى مصدر للثروة والنفوذ، يجد جو بايدن نفسه مثقلاً بالديون، محاطًا بفتور سياسي، ومجبرًا على الاعتماد على كتاب جديد قد لا يغير واقعه المالي أو يعيد إليه بريقه المفقود.