تصدر خبر إطلاق سراح المواطن الأمريكي-السعودي سعد الماضي، البالغ من العمر 75 عامًا، عناوين الصحف العالمية مؤخراً. لم تكن قضيته مجرد مسألة قانونية عادية، بل تحولت إلى نقطة توتر حساسة في العلاقات بين الرياض وواشنطن. بعد سنوات من الاحتجاز وحظر السفر، عاد الماضي إلى الأراضي الأمريكية، في خطوة جاءت متزامنة مع لقاءات رفيعة المستوى بين القيادتين الأمريكية والسعودية.
هذا المقال يقدم تحليلاً معمقاً لقضية سعد الماضي، مسيرته، تفاصيل احتجازه، وكيف أدت الجهود الدبلوماسية إلى إنهاء محنته.
السيرة الذاتية: سعد الماضي.. مواطن مزدوج بين الرياض وواشنطن
سعد إبراهيم الماضي هو مواطن أمريكي من أصل سعودي، يبلغ من العمر 75 عامًا. يمثل الماضي شريحة من المغتربين الذين يحملون جنسية مزدوجة، حيث هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1976 واستقر فيها.
•الخلفية: عاش الماضي معظم حياته في الولايات المتحدة، وهو متقاعد.
•الاعتقال: اعتُقل الماضي في نوفمبر 2021 أثناء زيارة عائلية للمملكة العربية السعودية.
•سبب القضية: جاء اعتقاله على خلفية 14 تغريدة نشرها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) انتقد فيها الحكومة السعودية.
تُظهر السيرة الذاتية للماضي أنه شخص عادي، لم يكن ناشطاً سياسياً بارزاً، مما جعل قضيته مثالاً صارخاً على حساسية التعبير عن الرأي في المملكة، حتى بالنسبة للمواطنين مزدوجي الجنسية.
كيف أنهت الدبلوماسية الأمريكية محنة سعد الماضي؟
مرت قضية سعد الماضي بمراحل قانونية متقلبة، عكست مدى تعقيدها وحساسيتها السياسية:
| المرحلة | التاريخ التقريبي | التهمة الأصلية | الحكم الأولي |
| الاعتقال | نوفمبر 2021 | – | – |
| الحكم الأول | 2022 | دعم الإرهاب ومحاولة زعزعة الاستقرار | 16 عاماً (بعض المصادر تذكر 19 عاماً) |
| تخفيف التهمة | 2023 | الجرائم الإلكترونية | – |
| الإفراج المشروط | 2023 | – | حظر سفر حتى عام 2054 |
بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 2023، فُرض على الماضي حظر سفر منعه من مغادرة الرياض، مما أبقاه فعلياً رهينة في المملكة. هذا الحظر، الذي كان من المقرر أن يستمر حتى عام 2054، كان هو العقبة الأخيرة أمام عودته إلى عائلته في الولايات المتحدة.
الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة: دور لقاء ترامب ومحمد بن سلمان
جاء الإعلان عن رفع حظر السفر وعودته إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن.
وقد أكد إبراهيم الماضي، نجل سعد الماضي، لشبكة CNN أن إطلاق سراح والده كان “عفواً من الملك وولي العهد”، مشيراً بوضوح إلى أن توقيت الإفراج كان مرتبطاً بالزيارة رفيعة المستوى. كما أعربت العائلة عن امتنانها لـ “الرئيس دونالد ترامب والجهود الدؤوبة لإدارته”، مما يسلط الضوء على أن القضية حُلت عبر قناة دبلوماسية مباشرة وفعالة.
هذا التطور يبرز أهمية الدبلوماسية الشخصية في حل القضايا الشائكة بين الدول، خاصة تلك المتعلقة بحقوق المواطنين مزدوجي الجنسية. كما يؤكد على أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لا تزال تلعب دوراً حاسماً في إنهاء مثل هذه الأزمات.
رسالة إلى المواطنين مزدوجي الجنسية
إن قضية سعد الماضي، من تغريدات بسيطة إلى حكم بالسجن وحظر سفر، ثم الإفراج بعفو ملكي، هي تذكير معقد بالتحديات التي يواجهها المواطنون مزدوجو الجنسية عند السفر إلى بلدانهم الأصلية. في حين أن عودة الماضي هي انتصار للدبلوماسية وعائلته، فإنها تترك تساؤلات حول مستقبل حرية التعبير والحماية القنصلية في المنطقة.