ما هو “القمر البارد”؟ وداع استثنائي لظواهر 2025 الفلكية
تستعد سماء العالم العربي، ومعظم أنحاء نصف الكرة الشمالي. لاستقبال آخر ظاهرة “قمر عملاق” لعام 2025، وهو القمر المعروف تقليدياً باسم “القمر البارد” (Cold Moon). يمثل هذا الحدث الفلكي نهاية سلسلة من الظواهر القمرية المذهلة التي زينت سماء العام. ويأتي بالتزامن مع اكتمال بدر شهر جمادى الآخرة لعام 1447 هجري.
ماذا يعني “القمر العملاق”؟
يُطلق مصطلح “القمر العملاق” على ظاهرة تحدث عندما يتزامن اكتمال القمر (البدر) مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره. وهي النقطة المعروفة فلكياً باسم “الحضيض القمري“. نتيجة لهذا التقارب، يبدو القمر أكبر حجماً بنسبة تصل إلى 14% وأكثر إشراقاً بنسبة 30% مقارنة بأبعد نقطة له في المدار.
ويُعد “القمر البارد” أعلى بدر في سماء نصف الكرة الشمالي خلال عام 2025. وهو ما يجعله مشهداً لا يُنسى، خاصةً مع اقتراب موعد الانقلاب الشتوي.
لماذا سُمي بـ “القمر البارد”؟
تأتي تسمية “القمر البارد” من الثقافات الأمريكية الأصلية والأوروبية القديمة. حيث كان يطلق هذا الاسم على البدر المكتمل الذي يظهر في شهر ديسمبر. تزامناً مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة. هذه التسمية لا ترتبط بدرجة حرارة القمر نفسه، بل بالطقس البارد الذي يسود الأرض خلال فترة ظهوره.
أهمية الظاهرة:
•الاقتراب القياسي: سيصل القمر إلى نقطة الحضيض على مسافة تقدر بنحو 356,846 كيلومتراً من الأرض. وهو ما يفسر حجمه وضياءه الاستثنائيين.
•آخر وداع: يمثل هذا القمر العملاق البدر الثاني عشر والأخير في عام 2025. مما يجعله فرصة أخيرة لعشاق الفلك للاستمتاع بهذه الظاهرة قبل حلول العام الجديد.
كيف ومتى تشاهد القمر البارد؟
للاستمتاع بأفضل رؤية لظاهرة “القمر البارد”، لا تحتاج إلى تلسكوب أو معدات فلكية متخصصة، حيث يمكن رؤيته بالعين المجردة بوضوح.
1.التوقيت الأمثل: يبدأ القمر في الظهور بشكل واضح مساء يوم الخميس 4 ديسمبر، ويصل إلى ذروة اكتماله وإشراقه في الساعات الأولى من الليل.
2.الموقع: يفضل التوجه إلى مكان بعيد عن أضواء المدن والتلوث الضوئي، حيث تكون السماء أكثر صفاءً.
3.وهم القمر (Moon Illusion): للحصول على أفضل تأثير بصري، حاول مشاهدة القمر عند شروقه أو غروبه، وهو قريب من الأفق. في هذه اللحظة، يبدو القمر أكبر حجماً بشكل ملحوظ بسبب مقارنته بالعناصر الأرضية مثل المباني والأشجار، وهي ظاهرة تعرف باسم “وهم القمر”.
4. كيف تلتقط أفضل صورة للقمر العملاق بهاتفك؟
يواجه الكثيرون صعوبة في تصوير القمر العملاق بالهاتف المحمول، حيث يتحول القمر غالباً إلى “بقعة بيضاء” ساطعة. إليك دليل احترافي لالتقاط صور مذهلة:
1.تجنب التكبير الرقمي (Digital Zoom): التكبير الرقمي يقلل من جودة الصورة. إذا كان هاتفك يحتوي على عدسة تقريب بصري (Optical Zoom)، استخدمها.
2.استخدام وضع “الاحترافي” (Pro Mode): قم بتفعيل الوضع الاحترافي في كاميرا هاتفك للتحكم في الإعدادات يدوياً:
- تقليل حساسية الضوء (ISO): اضبطها على أقل قيمة ممكنة (عادة 50 أو 100) لتقليل الضوضاء.
- تقليل سرعة الغالق (Shutter Speed): استخدم سرعة غالق عالية (مثل 1/125 ثانية) لتثبيت الصورة.
- تقليل التعريض (Exposure Compensation): قم بتقليل قيمة التعريض (EV) بشكل كبير لكي لا يتحول القمر إلى بقعة بيضاء.
3.التصوير عند الشفق: وفقاً لوكالة ناسا، يُعد وقت الشفق (بعد الغروب مباشرة) خياراً مثالياً. في هذا الوقت، لا تزال السماء مضاءة قليلاً، مما يقلل من التباين الكبير في الإضاءة بين القمر والسماء، ويساعد الهاتف على التقاط التفاصيل.
4.استخدام حامل ثلاثي (Tripod): للحصول على صورة حادة وواضحة، يجب تثبيت الهاتف تماماً لتجنب أي اهتزاز.
5. تداعيات الظاهرة: ما وراء الجمال البصري
على الرغم من الجمال البصري للظاهرة، يؤكد الفلكيون أن القمر العملاق لا يسبب أي كوارث طبيعية أو زلازل. التأثير الوحيد الملحوظ هو زيادة طفيفة في ظاهرة المد والجزر، والتي تكون ضمن المعدلات الطبيعية.
يمثل “القمر البارد” خاتمة رائعة للظواهر الفلكية لعام 2025. إنها فرصة للتأمل في عظمة الكون، وتطبيق مهارات التصوير الفوتوغرافي. لا تفوتوا فرصة وداع هذا العام بليلة مضيئة تحت سماء ديسمبر الباردة.