في الثالث من نوفمبر من كل عام، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة، مواطنين ومقيمين، وقفة عز وفخر. لتتجه الأنظار نحو سارية العلم، حيث ترتفع راية الاتحاد خفاقة في وقت واحد في جميع أنحاء الدولة. كتجديد للولاء، وتجسيد لروح الوحدة، واحتفاء بمسيرة دولة انطلقت من رؤية الآباء المؤسسين نحو مستقبل مشرق.
يوم العلم هو مناسبة وطنية بامتياز، تروي قصة شعب وقيادة وتلاحم فريد
ما هو يوم العلم الإماراتي، ولماذا نحتفل به في 3 نوفمبر؟
يوم العلم هو مناسبة وطنية سنوية تحتفل بها الإمارات لتعزيز مشاعر الوحدة والسلام والانتماء للوطن. بدأت هذه المبادرة الوطنية الرائدة في عام 2013. بعد أن أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2012 لتكون مناسبة وطنية سنوية.
أما عن سر اختيار تاريخ الثالث من نوفمبر، فهو يحمل دلالة رمزية عميقة. حيث يصادف هذا اليوم ذكرى تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رئاسة الدولة في عام 2004 . وبذلك، أصبح هذا اليوم فرصة لتكريم ذكرى القادة المؤسسين وتجديد العهد على مواصلة مسيرة التنمية والازدهار التي أرسوا دعائمها.
قصة تصميم العلم الإماراتي: من إعلان في صحيفة إلى رمز خالد
خلف هذا الرمز الوطني الشامخ قصة ملهمة بطلها شاب إماراتي طموح. قبل شهرين فقط من إعلان قيام الاتحاد عام 1971، نُشر إعلان في صحيفة “الاتحاد” عن مسابقة لتصميم علم جديد للدولة الوليدة. لفت الإعلان انتباه الشاب عبد الله محمد المعينة، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً آنذاك .
بشغف كبير، عمل المعينة طوال الليل ليقدم ستة تصاميم مختلفة. ومن بين أكثر من 1030 تصميماً مشاركاً، وقع الاختيار على أحد تصاميمه ليكون العلم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. في الثاني من ديسمبر عام 1971، كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول من رفع هذا العلم في “دار الاتحاد” بدبي. معلناً ميلاد دولة ورمزاً خالداً لوحدتها.
دلالات ألوان علم الإمارات
لم تكن ألوان العلم مجرد اختيار عشوائي، بل استلهمها المصمم من أبيات شعرية للشاعر صفي الدين الحلي. وهي “بيض صنائعنا، خضر مرابعنا، سود وقائعنا، حمر مواضينا”. كل لون يحمل معنى عميقاً يجسد قيم الدولة وتاريخها وطموحاتها.
“بيض صنائعنا، خضر مرابعنا، سود وقائعنا، حمر مواضينا” الشاعر صفي الدين الحلي
- الأخضر: يرمز إلى النماء والازدهار والنهضة، ويعكس البيئة الخضراء والتطور المستدام في الدولة.
- الأبيض: هو رمز للعطاء والسلام والنقاء، ويعبر عن نهج الإمارات في نشر الخير والمساهمات الإنسانية عالمياً.
- الأسود: يمثل قوة أبناء الإمارات ومنعتهم، ويرمز إلى رفض الظلم والتطرف.
- الأحمر: يجسد تضحيات الأجيال السابقة وشجاعة جنود الإمارات البواسل الذين ضحوا بأرواحهم لحماية الوطن ومكتسباته.
احتفالات يوم العلم 2025: كيف توحد الإماراتيين والمقيمين؟
على الرغم من أنه ليس عطلة رسمية، إلا أن يوم العلم يتحول إلى كرنفال وطني يعم جميع أنحاء الدولة. تبدأ الاحتفالات بالدعوة التي يوجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمؤسسات والوزارات والمدارس والجهات الحكومية والخاصة، وكافة أفراد المجتمع، لرفع العلم بشكل متزامن في تمام الساعة 11 صباحاً.
تتزين الشوارع والمباني والمنازل بألوان العلم، وتقام الفعاليات المتنوعة في المدارس والجامعات والمؤسسات. مما يخلق مشهداً مهيباً يعكس التلاحم المجتمعي والولاء للوطن. يشارك في هذه الاحتفالات المواطنون والمقيمون من مختلف الجنسيات، الذين يعتبرون الإمارات وطنهم الثاني. في تعبير صادق عن حبهم وتقديرهم لهذه الأرض الطيبة.
أكثر من مجرد علم: راية للإنجازات وطموح المستقبل
في يوم العلم، لا يرفع الإماراتيون مجرد قطعة قماش، بل يرفعون راية تحمل قصة نجاح دولة، ورمزاً لوحدة سبع إمارات، وشاهداً على إنجازات تحققت وطموحات لا حدود لها. إنه اليوم الذي يتحدد فيه العزم على مواصلة المسيرة، مستلهمين من قيم الآباء المؤسسين. ومتطلعين إلى مستقبل تواصل فيه الإمارات التحليق عالياً في سماء الريادة والتميز.
يصدح أهل الإمارات شعباً وقادة بصوت وقلب واحد: علمنا هو هويتنا، وفخرنا، ورمز وحدتنا الخالدة.
A genuinely useful read.